ما هِي هَجَماتْ الذٌّباب الإلكْتروني؟
محتويات
ما هو الذباب الإلكتروني؟!
في الوقت الحالي شئنا أم أبينا، جميعنا منغمس في عالم الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي (أو على الأقل متأثر). لهذا كان لا بد من نشر الوعي لمعرفة بعض الأعمال القذرة التي تقوم بها جماعات مخفية وخصوصاً بعض أجهزة الإستخبارات العالمية. حيث يستخدمون طريقةً يصعب محاربتها وذلك لنشر الإشاعات أو لدعم أي قضية تخدم مصالحهم وبطريقة مفاجئة وتصاعدية النجاح تسمى بالذباب الإلكتروني.
الذباب الإلكتروني; هو مصطلح يستخدم للتعبير عن هجوم إلكتروني كثيف من آلاف الحسابات الوهمية بوسائل التواصل الاجتماعي كتغريدات متواصلة أو مجموعة تعليقات تتفق على فكرة معينة أو حتى ما يتجاوز ذلك بكثير! يقال بأن أول من إنتهج هذا الفكر كان الإتحاد السوفيتي السابق وتطور بعدها كثيراً في عصر وسائل التواصل الإجتماعي، وقد أخذت بعض أجهزة المخابرات الأسلوب نفسه. يقول أحمد الزعبي مؤسس ومالك موقع “سواليف” الإلكتروني:
“إن العبقرية في اختراع هذا المصطلح مدهشة.. فالذباب لا يصنع عسلاً، والذباب لا يقبل بالمواجهة، هو يزعجك فقط لكن ليس نداًّ حقيقاً لك، لو أحضرت أعتى الأسلحة لن تقدر عليه لأنه أصغر منها جميعاً وأتفه منها جميعاً!” – أحمد الزعبي.
الذباب الإلكتروني لا تغريه المواقف النظيفة فلا يحلّق فوقها، هو يطير دائماً حيث فضلات التصريحات والمواقف التي تعود بالفتن وتحقيق الأهداف والمساعي الشيطانية والإستكبارية كالتطبيع وغيره. نعم, لنأخذ أحد أبرز القضاية التي يُستخدم الذباب اللإلكتروني لخدمتها والتروييج لها, التطبيع. فلأول وهلة يرى الفرد العربي أن الجميع بات متقبلاً لقضية التطبيع كما لو أنها أمر مرغوب وبشدة, بينما الحقيقة تكمن في المحاكاة والتزييفات التي يقوم بها الذباب الإلكتروني لنشر فكرة التقبل العربي التام والمطلق للتطبيع!
مقالات متنوعة أخرى
أحدث المقالات
طرق عمل الذباب الإلكتروني
المرحلة الاولى: تستخدم فيها غرفة عمليات هدفها تصميم وتجهيز “حملات تلطيخ سمعة”. أي أن غرفة العمليات هذه تقوم بتجهيز معلومات خاطئة لتخدم مصلحتها وقد يتم اللجوء إلى إستخدام صور مفبركة. عملية فبركة الصور وتغييرها تكون على درجة عالية من التزوير من قبل أناس متمكنين في هذا المجال كأشخاص متمكنين في مجال الفوتوشوب وفبركة وتزييف الصور أو حتى الفيديوات وذلك بالتعاون مع متخصصين في صياغة الإشاعات والعبارات الكاذبة. يكون هذا الفريق ذو درجة عالية من الإتقان والتخصص لضمان أن من يرى التعليق, الصورة, الفيديو, أو حتى المقال, يكون غير قادر على ملاحظة أو إكتشاف التزوير المفتعل!
المرحلة الثانية: عبارة عن شن الهجمات الإلكترونية. أي نشر وإطلاق المعلومات المفبركة على مئات الآلاف من الحسابات الوهمية باستخدام الطريقة التي تسمى بالذباب الالكتروني. لا تُعتمد طريقة نشر واحدة لجميع الهجمات حيث تختلف طريقة النشر على حسب الغرض. نعم، فقد تتم عن طريق شخص يدير مجموعة أجهزة كبيرة في وقت واحد، وذلك عبر التحكم بكل الأجهزة بواسطة جهاز واحد وفي آن واحد. عادة ما تستخدم هذه الطريقة لأهداف صغيرة نسبياً لكن هذا لا يعني أبداً أنها غير مؤثرة! الطريقة الأكثر تطوراً تتمثل بالتحكم بآلاف الحسابات الوهمية بواسطة جهاز واحد فقط بدون الحاجة لإستخدام وربط جهاز بكل حساب يُستخدم. علاوة على ما ذُكر, أحد أقوى الطرق المكشوفة هي تمركز مجموعة ضخمة من الأفراد, كُلٌّ نشط على جهاز بمفرده ويدير حساباً وهمياً مستقلاً, كما هو الحال في غرف العمليات الخاصة بشن هجمات الذباب الإلكتروني.
فعلى سبيل المثال, يقوم كل فرد من الأشخاص المتمركزين على أجهزتهم بنشر الإشاعات شخصياً وتداول الأخبار والصور المفبركة التي تدعم شائعة أو تتعرض لشخصية أو تتهجم على سياسة دولة معينة. ففي حال الهجمات التي تشن على نطاق وسائل التواصل بالتحديد, يتم النشر على هاشتاج موحد بين الجميع. والنتيجة إنتشار الهاشتاج ووصوله للترند المحلي بدولة معينة أو حتى الترند العالمي وخلال دقائق معدودة! في حال القضايا والأهداف شديدة الأهمية, يتم التصعيد للمرحلة الثالثة والأخيرة: المرحلة الإعلامية. في هذه المرحلة يتم نقل الهجمات الإلكترونية من وسائل التواصل الإجتماعي إلى القنوات الفضائية (قنوات التلفاز) على شكل أخبار وبرامج تحليلية, مٌدَّعين أن مصدرها مغردون مستقلون وأفراد متنوعون من المجتمع يعبرون بكل حرية وقناعة عن رأيهم الشخصي في وسائل التواصل الاجتماعي!
نعم, غالباً ما تكون النتيجة في آخر المطاف, نشر الإشاعة أو التعرض لدولة أو شخصية لا توافق سياسياتهم (سياسات الشَّانِّين للهجوم), والرفع من منزلة أشخاص سفلة ودول لم يقووا على المحاربة والإنتصار في ميادين الأسود, فلجأوا إلى الهجوم بهيئة الذباب!
وعلى هذا السياق يقول الشاعر:
قَدْ يَعتَلي ظَهْرَ الجيادِ ذُبابُ وَيَقُود أَسْرابَ الصُّقُورِ غُرابُ
وَيَسُود رجَاف بِمَحفل قَومِه وعَليْه مِن حلَلِ النِّفاقِ ثِيابُ
تَرى الأَسافِل قد تَعالى مَجْدُهم والحُر يَعزل ما لَدَيه صحَابٌ
لكِنَّ ما يُدْمي الفُؤادَ مَرارَة أُسوداً .. وتَنبحُ فَوقَهُنَّ كِلابُ
تَصْنَعونَ مِنَ الحَمْقَى قَادَةً، ثم تَتَسائَلُونَ مِن أَيْنَ أَتَى الخَرابٌ!
~لقائلها
أبرز المراجع
- Al Aamiri, A. (2019, December 19). منطق الذباب الإلكتروني. العين الإخبارية. https://al-ain.com/article/logic-electronic-flies
- Al Jazeera. (2017, December 2). الذباب الإلكتروني. الجزيرة نت: آخر أخبار اليوم حول العالم. https://www.aljazeera.net/blogs/2017/12/2/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%A8%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A
- محمد شكري. (2020, January 16). الذباب الإلكتروني. موقع مقال. https://mqqal.com/2020/01/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A8%D8%A7%D8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A/