كَيفَ بَدأَتْ البَشرِّية بالكِتابة؟ - إختراع الكتابة

محتويات

ظهور الكتابة والحاجة للتدوين

أول حضارة ظهرت كانت في بلاد مابين النهرين: وهي منطقة خصبة تقع بين نهري دجله والفرات. وبعدها توالت الحضارات بالظهور حضارة تلو الأخرى. بداية بالحضارة السومرية في العراق ثم الحضارة المصرية الفرعونية، تليها الحضارة الهندية وبعدها الحضارة الصينية. إلى جانب العديد من الحضارات الأخرى المكتشفة والمجهولة!

هذه كانت أوائل الحضارات في الظهور على وجه الأرض. و بسبب تكون الحضارات بدأت علاقات التجارة والتبادل بينهم، فكان لابد من تدوين وتوثيق كل المعلومات الضرورية عن السلع المتبادلة. وهذه كانت إحدى أبرز بدايات إختراع الكتابة في العصر القديم. فور بداية الحضارات في أوائل العصر القديم، حدثت بعض التغيرات في أساليب الحياة البشرية لأول مرة. أصبح هنالك تعدد وإختلاف في المهن العملية والتخصصات الحرفيه، مما حفزالحضارات على تجاره السلع وتبادل الموارد. هذه النشاطات المتعلقة بالتجارة والإنتاج وتوزيع الموارد، لا يمكن إدارتها بالإعتماد على الذاكرة فقط. لذلك كان لابد من اختراع طريقة لتدوين المعلومات بغرض ترتيبها، إدارتها، والإحتفاظ بها. وهنا بدأ البشر باللجوء للكتابة والتدوين وتطوير طرقهم المستخدمة تدريجياً.

مراحل تطور الكتابة عند البشر

تطورت الكتابة من العد، في وقت مبكر وقبل 7500 سنة قبل الميلاد. حيث استخدم الناس الرموز المصنوعة من قطع من الصلصال المصبوب في أشكال مختلفة ليمثل كل شكل سلعةً محددة مثل: الشكل المخروطي ليعبر عن حبة قمح والشكل البيضاوي ليعبر عن وحدة زيت. تم وضع الرموز في كرات طينية رافقت البضائع المشحونة. وعند وصول البضائع إلى وجهتها، نُكسر الكرات الطينية وتُفتح ليتم فرز وعد الرموز الموجودة والتي تمثل “سجل” لشحنة البضائع. ثم طوروا هذه الطريقة، فبدأ التجار بختم هذه الرموز على الطين الرطب لنفس الغرض المتمثل بتحديد محتوى وكمية البضائع المشحونة. حيث أن طريقة استخدام أختام الرموز تتفوق على عملية صناعة الأشكال الطينية لكل سلعة.

بحلول العام 3100 ق.م، ظهرت الرسوم التصويرية أو الpictographs وحلت محل الرموز. غالباً ما كان يتم دمج هذه الصور التوضيحية مع بعضها للتعبير عن فكرة معينة (ما يرمز إليه بال ideogram). مثلاً: يتم دمج كلاً من علامتا الفم والطعام للتعبير عن فكرة أو فعل تناول الطعام. لاحقاً، استُخدم أسلوب من الكتابة يسمى بالكتابة المسمارية، حيث كانت تنقش صور ال pictographs هذه على أقراص من الطين الرطب.

الكتابة المسمارية: قرص من الطين الرطب يعود لبلاد ما ين النهرين.

الكتابة المسمارية والكتابة الهيروغليفية المصرية

إن الكتابة المسمارية اسم يطلق على شكل من أشكال الكتابة المستخدمة في جميع أنحاء الشرق الأدنى لأكثر من 3000 آلاف عام. الشرق الأدنى: مصطلح يستخدمه العلماء ليشير إلى منطقة الأناضول أي تركيا حالياً والهلال الخصيب; أي مجموعة كبيرة من الدول العربية والخليجية المتجاورة بشكل الهلال.

وقد نجا حتى اليوم، الآلاف من أقراص الطين التي استخدمت للكتابة المسمارية، أقدمهم من سومر في بلاد ما بين النهرين والتي يصنفها الكثير بأولى الحضارات. أما في مصر، موطن الحضارة الفرعونية، فقد استخدموا في طريقة كتابتهم مجموعة من العلامات المقدسة المعروفة بالهيروغليفية. بقيت الكتابة في مصر لغزاً للعالم حتى عام 1822م، حيث تم حينها حل شيفرة حجر الرشيد المُكتشف في بلدة مصرية والمكتوب عليه بنوعين مختلفين من الكتابة: كتابة مصرية وكتابة يونانية. حينها جاء العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون – Jean-François Champollion، وقام بمطابقة أسماء بعض الحكام المصريين بالهيروغليفية مثل: كليوبترا، مع أسمائهم باليونانية. أظهر في النتيجة أن طريقة الكتابة المصرية القيمة كانت قد إعتمدت على ال ideogram و على طريقة أخرى تسمى بالفونوجرام – phonogram. طريقة الفونوجرام تمثل إستخدام علامات تعبر عن الأصوات.

واقعاً، بعض الثقافات الحضارية والمعقدة كانت موجودة بدون أي أنظمة كتابة! مثل: مجتمعات بويبلو وشعوب الأنديز في أميركا القديمة.

حجر الرشيد المكتشف في بلدة مصرية والمكتوب عليه بالكتابتين المصرية واليونانية معاً.
  1. Fiero, G. (2015). First Civilizations and the classical legacy. Mcgraw-Hill Education.
  2. Al Jazeera. (2021, September 2). حجر رشيد وفك شيفرة الفراعنة. وثائقية | الجزيرة نت.

مقالات تاريخية أخرى

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top