مَا عَلاقَةُ اللَّونُ الأَسْوَد بالحُزْن والحِداد؟ - سِرّ اللون الأسْود

لماذا يتم إرتداء اللون الأسود للعزاء؟
محتويات

لجأت العديد من الثقافات حول العالم إلى اللون الأسود كوسيلة للتعبير عن الحزن والحداد. تطور الأمر إلى أن أصبح أمرا ضروريا، بل وحتى إلزاميا، في أماكن وأوقات عديدة ومتنوعة. يعزى هذا التصرف إلى الديانات والمعتقدات في بعض الحالات، وإلى العادات والتقاليد في حالات أخرى. اللون الأسود، إنه اللون الذي يطلق عليه “سيد الألوان” أو “ملك الألوان”. لماذا تم ربطه بالحزن والحداد والتشاؤم بل وحتى الإكتئاب ؟

1- علاقة اللون الأسود بالحزن والحداد؟

إنه أحلك لون بين سائر الألوان، أي أكثرها غمقا: حيث أنه لون داكن ومظلم. بل ويقول البعض أيضا، أنه حتى ليس بلون!. نظرًا لأن اللون الأسود شديد الظلام، فإنه قد يشعر بشيء من الحزن. وبسبب هذه العلاقة بين اللون الأسود والشعور بالحزن، فقد يرغب الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب إلى اللجوء إلى اللون الأسود. نعم فق يفضلون إرتدائه والجلوس في الأماكن المظلمة والداكنة التي يسودها السواد، لأنه يعكس ما يشعرون به في الداخل: كالشعور بحالة من الظلام.

فالسواد، اللون الأسود، هو غياب الضوء وغياب اللون. وقد يكون هذا أحد أسباب لجوء الناس الذين فقدوا أحباءهم إلى إرتداء الملابس السوداء. فهؤلاء الناس عندما فقدوا شخصا عزيزا، أصبحت الدنيا أمامهم كما لو أنها بلا ألوان. وبسبب حزنهم الشديد الذي يسود حالتهم، أصبح لا فرق لديهم بين النهار والليل. هذه الحالات التي يتعرضون لها تتمثل باللون الأسود والذي لا ضوء فيه ولا لون مما يجعله يحاكي حالتهم ويجسد مشاعرهم.

إضافة إلى ما سبق، علما أن اللون الأسود لون راقٍ ورسمي وسيد الألوان، لقد أصبح ارتداء الملابس السوداء يرمز ويوحي لنوع من الإحترام والتقدير للحداد أو العزاء الٌمقام.

2- أصل حكاية اللون الأسود في الحداد

تتعدد الروايات عند الحديث عن أصل حكاية اللون الأسود في الحداد وكيف بدأت هذه العادة، وقد نقرأ آلاف الروايات بل وحتى الأساطير (الأكاذيب)

فقيل أن المصريين اختاروا الملابس السوداء للحزن حدادا على شهداء الأقباط في عصر “دقلديانوس”، إذ ذبح 180 ألف مسيحي في يوم واحد، فلبست نساؤهم الملابس السوداء. بينما يقول الدكتور عادل خضر ما يعاكس هذا الإدعاء قائلا: إن في الحضارة المصرية القديمة، كان يرمز اللون الأسود للعبث و الحياة الخالدة. كما أن هناك رواية أقدم، تقول أن الإنسان البدائي كان يدهن جسمه باللون الأسود في الجنازات، ليحجب عنه الأرواح. ويستخدم مصطلح الإنسان البدائي ليرمز بشكل تقريبي إلى الإنسان الأول منذ ظهوره وإلى حين إختراع الكتابة 3200 ق.م.

يقول المؤرخ التاريخي الأستاذ سعيد رشيد زميزم: تذكر المصادر التاريخية في لبس السواد، أنه بعد واقعة كربلاء وإستشهاد حفيد الرسول الإمام الحسين بن عليهم السلام، ما ان (عندما ) وصلت أخته السيدة زينب عليها السلام إلى المدينة المنورة، قامت بتوشيح الغرف بالسواد إعلانا على الحزن والأسى ولإعلام المدينة بمقتل سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام سبط الرسل. واستدعت آل ابي طالب وأعلمتهم بمصيبة عاشوراء وعندما علموا حزنوا ولبسوا السواد أيضا.

وفي الديانة المسيحية أيضا، يعتبر البعض اللباس الأسود بالنسبة للراهب بمثابة علامة موته عن هذه الدنيا (أي عدم التعلق بها). ونظرا لأن للون الأسود مهابة وتميزه بستر الكثير من الأوساخ والأتربة التي كان يتعرض لها رجال الدين أثناء حياتهم اليومية وعملهم بالأرض أو سكنهم في كهوف الجبال، فقد اتخذ رجال الدين من السواد لباسا لهم. ما ذكر حتى الآن هو بعض الآراء والروايات البارزة للجواب على هذا السؤال.

ولكن الجدير بالذكر، أن اللون الأسود ليس اللون الوحيد المستخدم للحداد والعزاء:

– ففي السودان واليابان والصين وبعض دول شرق آسيا، يُعد الأبيض هو اللون الأساسي في الحداد!.
– أما في الفلبين وكمبوديا وبعض دول شرق وجنوب شرق آسيا، يُعد الأصفر هو لون الحداد!
– بينما يُعتبر الأزرق الداكن لون الحداد في رومانيا، وعند الغجر في أوروبا يعتمدون اللون الأحمر، وفي بعض القرى في المغرب ترتدي الأرملة الملابس البيضاء عند وفاة زوجها.

مقالات تاريخية أخرى

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top