“أنا محمد علي”: سبب وأهمية تغييره لإسمه

لم يكن اعتناق محمد علي للإسلام وقراره بتغيير اسمه من كاسيوس كلاي مجرد إختيارٍ شخصي، بل بياناً سياسياً في زمن التوتر العنصري والتمييز في أمريكا. في عام 1964، وهو نفس العام الذي فاز فيه ببطولة الوزن الثقيل، إنضم محمد علي إلى أمة الإسلام (NOI)، وهي تعتبر أكبر منظمة قومية سوداء في الولايات المتحدة والتي حافظت على سجل ثابت من معاداة السامية والتعصب الأعمى. إنضمامه للمنظمة ساهمت في تأثره بتعاليمها التي تدعوا إلى الإعتماد على الذات وإحترامها و”الفخر الأسود”. كان تغيير اسمه وسيلة بالنسبة له لرفض “اسم العبد” وإحتضان تراثه الأفريقي. ومع ذلك، كان تحوله وتغيير اسمه مثيراً للجدل، إذ كان ينتقده العديد من الأمريكيين، بما في ذلك عشاق الملاكمة ووسائل الإعلام.

(لم أختاره ولا أريده. أنا محمد علي، اسم حر – يعني حبيب الله، وأُصِرُّ على أن يستخدمه الناس عندما يتحدثون معي) – محمد علي كلاي

 على الرغم من رد الفعل العنيف، ظل محمد علي ثابتاً في معتقداته وأصبح شخصية مهمة في حركة الحقوق المدنية، مستخدماً منصته للتحدث ضد العنصرية والظلم. قام بهذه الخطوة بعد فوزه بأول لقب له في بطولة العالم للوزن الثقيل وانتصاره على الملاكم سوني ليستون، حين أعلن محمد علي البالغ من العمر 22 عاماً إعتناقه الإسلام وعضويته في منظمة أمة الإسلام. وفي غضون أسابيع من هذا الإنتصار، غير اسمه إلى اسم مسلم، محمد علي. بالإضافة إلى إعتناقه الإسلام وتغيير اسمه، فإن نشاط محمد علي السياسي وصراحته جعله أيضاً هدفاً للحكومة. في عام 1967 وفي ذروة حرب فيتنام، رفض محمد علي الإلتحاق بالجيش لأسباب دينية وأخلاقية. قال حينها قوله المشهور: “ليس لدي أي مشاجرة مع الجالية الفيتنامية … لم ينعتوني بالزنجي مطلقاً!”. تم بعد ذلك تجريد علي من ألقابه في الملاكمة ومنعه من ممارسة الرياضة لمدة ثلاث سنوات. ألغت المحكمة العليا هذا القرار لاحقًا في عام 1971، لكن محمد علي كان قد خسر بالفعل بعض سنوات حياته كملاكم مميز. على الرغم من هذه النكسة، إستمر علي في كونه شخصية مؤثرة واستخدم منصته للتحدث ضد الحرب والظلم طوال حياته.