الحَضَارَةُ اليُونَانيَّة– هَلْ الفَلْسَفَةُ اليُونَانِيَّة سُرِقت مِن الفراعِنة؟

محتويات

1- نبذة عن تاريخ الإغريق (اليونانيين)

تعتبر تاريخيا مسقط رأس الفلسفة الغربية واللألعاب الأولمبية والدراما والكوميديا وصولا إلى الديموقراطية. تشكلت أكثر من ألف دويلة مستقلة فوق اليونان القديم. أنشأت الحضارة اليونانية حروفها الأبجدية بعد إجراء تعديلات على الأبجدية الفينيقية. أما في مجال الفسلفة، فكتبهم الفلسفية تدرس حتى يومنا هذا. لكن ماذا عن فضل العرب ومساهماتهم في العلوم اليونانية؟ سؤال صريح يطرح مرارا وتكرارا: هل سرق اليونانيون الكتب والعلوم العربية؟ سنغوص في تاريخهم كي نعرف الجواب وأكثر!

في الفترة التاريخية القديمة ومنذ حوالي 2500 سنة، كانت اليونان واحدة من أهم الدول في العالم القديم وذلك لوفرة المفكرين والكتاب والمحاربين وحتى الرياضيين. بالإضافة إلى أعظم الفلاسفة الذين عرفهم تاريخ البشرية عبر العصور:أرسطو، سقراط، وأفلاطون. ذكر التاريخ أن بداية الإستيطان البشري في اليونان كان قبل حوالي 40 ألف سنة. لكن الذين عاشوا في تلك الفترة التاريخية لم يتركوا أي دليل على الحضارة.

يقول المؤرخون أن الحضارات اليونانية بدأت مع حضارة “مينوان”، وهي أول حضارة يونانية عظيمة والتي تأسست في الفترة ما بين 2200 و 1450 قبل الميلاد. كانت تعرف باسم أرض هيلاس فيُدعى شعبها ب”Hellenes”. فيما بعد، كان الرومان أول من أطلق على اليونان لقب “اليونانيين” والذي اشتقوه من اسم قبيلة “قبيلة Graekoi” المقيمة في تلك المنطقة. ثم قام العرب بتغيير الاسم إلى “اليونان”.

 

2- هل سرقوا كتب وعلوم العرب؟

توسعت حضارة اليونانيين وانتشرت عبر رحلاتهم التجارية و الإستكشافية. فنشروا ثقافاتهم في العديد من بلدان العالم القديم وأخذوا العلوم والثقافات من البلدان الأخرى. فنجد أنهم قد اقتبسوا، ويقول البعض أنهم سرقوا، بعض أسس وعناصر الحضارة من الحضارات العربية القديمة مثل: الحضارتين الفرعونية والفينيقية وغيرهما. المحطة الأهم في بحثنا هذا .. هل سرقوا كتب وعلوم العرب؟

يتحدى الكاتب ” جورج جيمس” في كتابه “الإرث المسروق”، الاستخدام التقليدي لمصطلح لفلسفة اليونانية، مؤكدا أنها تسمية خاطئة. ويجادل بأن المنشئين الحقيقيين لهذه الفلسفة العظيمة لم يكونوا الفلاسفة اليونانيين بل الكهنة المصريين القدماء، وعلماء النصوص المقدسة، وأصحاب الرموز السرية. يقترح جيمس أن المصريين القدماء طوروا عقيدة دينية متطورة تعرف باسم “نظام الأسرار”، والتي تهدف إلى تجاوز القيود المادية وتحقيق التنوير الروحي. وفقًا لجيمس، ظلت هذه العقيدة مخفية ومنقولة شفهيًا لآلاف السنين حتى مُنح اليونانيون إمكانية التعلم مباشرة من الكهنة المصريين، مما يمثل لحظة محورية في نشر المعرفة الفلسفية المصرية.

ويضيف جيمس قائلا: بأن الفلسفة المصرية، التي لم يتم الإلتزام بتدوينها آنذاك، تُرجمت إلى اليونانية القديمة، وهكذا تمت عملية الاستيلاء الثقافي من قبل اليونانيين على ذلك التراث العظيم. ويذكر في كتابه أنه عند فتح الإسكندر الأكبر لمصر عام 332 قبل الميلاد، تم نهب مكتبة الإسكندرية وسرقة محتوياتها. ويشير إلى أن أرسطو قام بعد ذلك  بتجميع مكتبته الخاصة باستخدام الكتب المنهوبة. أثار هذا القول جدلا واسعا ولقى تأييدا كبيرا، حيث شكك الكثيرون في صحة المجموعة الواسعة من الكتب المنسوبة إلى أرسطو، حيث أنه من غير المرجح أو المنطقي أن يجمع ويؤلف شخص واحد مثل هذه المجموعة الواسعة من النصوص والكتب خلال فترة حياته.

وتعليقا على نظرية فيثاغورث في الرياضات يقول: أن المصريين كانوا معلمي فيثاغورس والإغريق في الرياضيات التي تعرفوا عليها. بالإضافة إلى عبارة “اعرف نفسك”، المرتبطة تقليديًا بسقراط، يشير على أنها منقوشة بالفعل على الجدران الخارجية لأحد المعابد المصرية. ويقدم أيضًا تحليلاً منطقيًا حيث يشكك في اختفاء أو تراجع الفلسفة اليونانية بالتزامن مع تراجع الحضارة المصرية. الجدير بالذكر أن الكتاب المستدل به أعلاه كان قد صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة. 

يتناول المؤلف مسألة تعتبر “ذات أهمية كبيرة”، ألا وهي موقف حكومة أثينيا آنذاك من الفلسفة اليونانية، وتصويرها على أنها غريبة وأجنبية بطبيعتها. كان يُنظر إلى الفلاسفة اليونانيين على أنهم “أعضاء غير مرغوب فيهم في المجتمع”، ويواجهون القمع من قبل السلطات. ومن الأمثلة على ذلك: 

  • فيثاغورس، الذي واجه الطرد من وطنه وأُجبر على النفي إلى إيطاليا.
  • أناكسا جوراس، الذي عانى من السجن والنفي.
  • سقراط، الذي لقى حتفه بالإعدام.
  • أفلاطون، الذي تم بيعه كعبد في سوق النخاسة.
  • أرسطو، الذي خضع للمحاكمة وبعدها تم نفيه. 

نعم، يعتبر العديد من العلماء أن الفلسفة اليونانية كانت أحد أسباب ازدهار واستمرار الحضارة اليونانية العريقة عبر التاريخ وإن كان هنالك بعض التساؤلات المنطقية عما اذا كان أصل هذه الفلسفة لا ينبع من اليونان بل يرجع إلى المصريين القدماء وغيرهم.

 

3- اليونان القديمة – بعيدًا عن الفلسفة

مع العودة إلى تاريخ الحضارة اليونانية نرى أن الإغريق القدماء تحدثوا اللغة نفسها، فكان أغلبهم يشتركون في اللغة والدين. ومع ذلك، كانوا منقسمين جغرافيا، فقدكانت الطبيعة الصخرية سببًا رئيسيًا لتقسيم اليونان إلى عدة مدن مختلف. على الرغم من اختلاف ثقافات المدن عن بعضها البعض، إلا أن ذلك لم يزلزل وحدتهم. ففي حال الحرب كانت تتحالف هذه الدويلات لتقاتل كبلد واحد.

كما أنهم تميزوا بتنظيم الألعاب الأولمبية بين جميع الدول المستقلة وكانت تعقد في “أولمبيا”. تقع أولمبيا على الجانب الآخر من اليونان والطريق للوصول إليها يكون عبر السفن أو في أغلب الاحيان عن طريق المشي ولمدة 6 أيام. هذا لأن السقراطين قد ذكروا في التاريخ القيام برحلة و لمدة 6 أيام من أثينا إلى أولمبيا. تم تطوير مدينتين رئيسيتين في اليونان القديمة:أثينا وسبارتا. شكلت هاتان المدينتان ثقافات وعادات متعارضة استمرت عبر سنوات. لذلك لم تتفق شعوبهم على الإطلاق حيث عرف عنهم أنهم كانوا دائمًا في حالة صراع وحرب. 

مقالات ذات صلة

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top