مَنْ هُوَ أَبُو بَكْر الرَّازي؟ - أَبُو الطِّب العَرَبِي

محتويات
  1. نبذة عن أبوبكر الرازي
  2. الطبيب أبوبكر الرازي “طبيب زمانه”
  3. تأثير الرازي على الغرب والبشرية

1- نبذة عن أبوبكر الرازي

من هو أبو بكر الرازي؟ إنه أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، الملقب بـ “أبو الطب العربي”. أطلق عليه اسم “الرازي” نسبة إلى مدينة الري الواقعة في مدينة طهران الإيرانية حيث ولد ونشأ وأكمل تعليمه. شهد عام 865 ميلاد أبو بكر الرازي، الذي شملت أبرز اهتماماته: العزف على العود، الأدب، الرياضيات، الطب، وغيرها من المجالات. وبفضل دمجه لمختلف التخصصات العلمية، كان له دوره المهم والموثق تاريخيا في دفع عجلة التقدم البشري. 

بتعليم وإرشاد من العالم والطبيب ابن ربان الطبري صديق أبيه، انغمس العالم أبوبكر الرازي في الدراسات الطبية وسرعان ما برز في هذا المجال. أتقن الطب في سن مبكرة، وأصبح رائدًا، حيث كتب على نطاق واسع عن العديد من الأمراض وعلاجاتها. أجرى الرازي تجارب عدة مثمرة بما في ذلك اختبار فعالية الأدوية الجديدة على الحيوانات. وكان أيضًا من بين أول من استخدم المستحضرات الكيميائية في الممارسة الطبية.

لقد أدرك أهمية ممارسة الطب في المراكز الحضرية المكتظة بالسكان، حيث يوجد عدد كبير من المرضى والأطباء المهرة. نتيجة لذلك، اتخذ قراره بمتابعة دراسة الطب في بغداد، عاصمة الخلافة العباسية. وبعد أن أنهى تعليمه الطبي في بغداد، تلقى الرازي دعوة من منصور بن إسحاق والي الري آنذاك للعودة إلى المدينة وإدارة المستشفى المحلي فيها. خلال تلك الفترة، ألف الرازي للوالي كتاب “المنصوري في الطب” وبعده كتاب “الطب الروحي”. وبينما يتعمق الأول في الأمراض الجسدية، فإن الآخر يعالج الأمراض الروحية.

2- الطبيب أبوبكر الرازي “طبيب زمانه”

لقد ترك الرازي وراءه العديد من الأمثال الطبية التي تشهد بعلمه وخبرته. وكان يدعو باستمرار في ممارسته الطبية إلى بدء العلاج بالحمية الغذائية، وعدم اللجوء إلى الأدوية إلا كحل ثانوي عند الضرورة. عرف عنه قوله في عبارته الشهيرة: “إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة”.

كما عرف عن الرازي دقته الاستثنائية في وصف الأمراض مثل الجدري والحصبة، وكتب كتابه “في الجدري والحصبة” الذي يميز بينهما. تظهر معرفته وخبرته الواسعة من خلال أوصافه الدقيقة للأعراض والأمراض إلى جانب شرحه التفصيلي لأنواعها وأسبابها. يعتبر أول من استخدم الأفيون كمسكن في العمليات الجراحية وأضاف طرق العلاج المتمثلة بالتبخير والاستنشاق. كما أشار إلى التغير في حجم حدقة العين في الظلام: فتتسع، وأما في وجود الضوء: فتضيق. بالإضافة إلى ذلك، كان الرازي أول من فرق بين السكتة الدماغية والغيبوبة، وكذلك بين المغص الكلوي والتهاب الزائدة الدودية.

أشرف أبو بكر الرازي على بناء وإدارة أكبر وأحدث مستشفى في زمانه. عندما عاد إلى بغداد، تولى قيادة دار الشفاء “البيمارستان المعتضدي” الجديد، الذي أسس عام 892م من الخليفة العباسي المعتضد بالله. يشير البيمارستان عادةً إلى “مستشفى كبير” لعلاج المرضى وإقامتهم، بالإضافة إلى تدريس الطب.

كُلِّف الرازي ببناء المستشفى، بهدف جعله أكبر وأحدث مستشفى في العالم آنذاك. ويُقال إن الرازي استخدم طريقة مبتكرة في اختيار موقع المستشفى. حيث وضع قطعًا من اللحم في أماكن مختلفة من بغداد وانتظر لمدة 24 ساعة. ثم اختار الموقع الذي بقي فيه اللحم بحالة جيدة لبناء المستشفى، معتبرًا أنه الجو الأنقى والأكثر اعتدالًا.

3- تأثير الرازي على الغرب والبشرية 

لقد شاركنا أحد أهم مؤرخي الفلسفة العربية، ريتشارد فالزر، بأفكاره حول الرازي، قائلاً أن الاطلاع على أعمال الرازي يكشف لنا أننا أمام فكر راقٍ وشخصية واثقة دون غرور. فلم يعترف بكفاءة أي شخصية بناءً على شهرتها فقط وكان يعتقد أنه لا يمكن لأحد التفوق على الفلاسفة القدماء مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، أو الأطباء كأبقراط وجالينوس. لكنه لم يتردد في تعديل استنتاجاتهم عندما يجد معرفة تتجاوزها، وكان يضيف دائمًا اكتشافاته الشخصية إلى المعرفة الطبية المتراكمة في زمانه. وعند دراسة أي مرض، كان يبدأ بتلخيص المعطيات من المصادر المتاحة آنذاك كاليونانية والهندية وغيرها، وأعمال الأطباء العرب المحدثين، ثم يضيف رأيه وحكمه الخاص. 

بعد الرازي، شهد الطب العربي في القرنين الرابع والخامس الهجري تطورًا كبيرًا، حيث أضاف العرب عناصر جديدة إلى الأدوية مثل العنبر والكافور والقرنفل العطري والزئبق وغير ذلك. كما أدخلوا مستحضرات طبية جديدة في الأبنية مثل أنواع الشراب والحلاب وماء الورد. أصبحت استيراد العقاقير العربية من أهم الأنشطة التجارية بين إيطاليا والشرق الأدنى. وكان المسلمون أول من أنشأ مخازن الأدوية والصيدليات، وأسسوا أول مدرسة للصيدلة، وكتبوا رسائل هامة في علم الأدوية (الأقرباذين).

مقالات ذات صلة

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top