لماذا تتفاجأ من صوتك المسجل؟

يَشعرُ العديد من الأشخاص بالإنزعاجِ عند سماع صوتهم مسجلاً وقد يصل بهم الأمر في أغلب الاوقات إلى الخجل من صوتهم بل وحتى الإستنفار من سماعه. في هذا المقال سنتطرق للسبب الرئيسي خلف الشعور بالإنزعاج عند سماع أصواتنا.  واقعاً، هو السبب ذاته الذي يجعلك تسمع صوتك المسجل بشكل مختلف عن صوتك أثناء التحدث! إنه السمع عبر عظام الجمجمة.

الجانب العلمي من الموضوع: هناك طريقتان للسمع وليس فقط طريقة واحدة، وهي المعلومة التي يغفل عنها الكثير من الناس. ذلك لأنه من المعروف أن السمع من الحواس الخمس ويتم عن طريق الأذن. تتم عملية السمع الأولى عبر انتقال الموجات الصوتية في الهواء ودخولها الى طبلة الأذن التي تقوم بتشفير هذه الموجات وتحويلها إلى إهتزازات معينة. تتلقلى الأذن الداخلية هذه الإهتزازات حيث يتردد صداها داخل القوقعة فينشأ على مستواها رسائل عصبية تنتقل عبر العصب السمعي الى الدماغ. وتسمى هذه الطريقة المعروفة بالتوصيل الهوائي. أي عندما نتحدث، بعض الموجات الصوتية الناتجة عن حبالنا الصوتية تنتشر بالهواء ونسمعها عبر الأذن. ولكن قسم آخر من الموجات الصوتية ينتشر داخل الرأس ويتسبب بإهتزازات في عظام الجمجمة لينتقل بعدها مباشرة الى القوقعة. هذه الطريقة تسمى بالسمع عبر التوصيل العظمي أو عبر عظام الجمجمة.

بهذه الطريقة تنتقل الموجات الصوتية عبر عظام الفك مباشرة إلى الأذن الداخلية (القوقعة) دون المرور ببقية أجزاء الجهاز السمعي الاخرى، وهذا هو الإختلاف بين الطريقتين. الجدير بالذكر، أن الموجات  التي تنتقل عبر العظام هي موجات طويلة وهي نقطة الإختلاف المسؤولة عن سماع أصواتنا بشكل أكثر عمقاً. لتقريب الصورة، عادة ما يعبَّر عن هذا الأمر بتشبيهه برفع خاصية الBASS  في أجهزة الراديو.

إذاً يوجد إختلاف في الصوت المسموع عبر الطريقتين وبشكل ملحوظ. والنتيجة هي كالآتي: نسمع أصواتنا بالطريقتين معاً أثناء التكلم، أما باقي الأصوات الخارجية وأصوتنا المسجلة وغيرها، نسمعها عبرالطريقة الأولى فقط، أي طريقة التوصيل الهوائي. أما من حيث الجانب النفسي، فإن ذلك الإختلاف بالأصوات يؤدي الى إستنفارنا وتبرؤنا من أصواتنا المسجلة لأنها تختلف عن الصوت المألوف لنا سماعه.