لِمَاذَا تَرْمِشُ العَيْن؟ - التفسير العلمي

محتويات

التفسير العلمي لرمش العين

الجواب البسيط والسطحي للسؤال الآتي: لماذا العين ترمش؟ هو ببساطة; لأن عملية الرمش باستمرار تعمل على ترطيب العين ومنعها من الجفاف وحمايتها من الغبار والأوساخ التي تتعرض لها. نعم، ترطيب العين سبب أساسي ولكن جفون العين ترمش بين 15 إلى 20 رمشة في الدقيقة، وهذا أعلى بكثير من وتيرة الرمش الضرورية لترطيب العيون.

فبقولنا أن الإنسان السليم يومض أو يرمش حوالي 15-20 مرة في الدقيقة نعني بها بمعنى آخر: أن أعيننا تغلق لما يقرب من 10٪ من ساعات إستيقاظنا بشكل عام. على الرغم من أن أجفان العين ترمش لأداء بعض الوظائف الواضحة مثل حمايتها من الأتربة ومنع تعرضها للجفاف، يقول العلماء أننا نرمش أكثر مما تحتاجه هذه الوظائف. لهذا السبب كان لابد من التحري عن الأسباب الأخرى.

في عام 2012، توصل علماء الأعصاب من جامعة أوساكا اليابانية إلى أن هذه الظاهرة “ظاهرة الرمش” تسمح للدماغ بالراحة. حيث بينت تجارب التصوير الدماغي التي أجراها الباحث تامامي ناكانو وزملاؤه، أنه عندما ترمش العيون، يتحول الدماغ من وضعية التركيز إلى وضعية الإسترخاء. أما في الحالات التي يحتاج فيها الإنسان إلى تركيز عالي، تقل حركة الجفون بشكل كبير. ونُشرت ورقة أبحاث تحتوي على إجابة جديدة ومفاجئة! تنص ورقة الأبحاث على أن إغلاق أعيننا لفترة وجيزة أثناء الرمش قد يساعدنا على جمع أفكارنا وتركيز الإنتباه على العالم من حولنا. توصل الباحثون إلى هذه الفرضية بعد ملاحظة أن اللحظات الدقيقة التي نرمش فيها ليست عشوائية في الواقع. نعم، فعلى الرغم من أنها تبدو عفوية، فقد كشفت الدراسات أن الناس يميلون إلى الوميض في اللحظات المتوقعة.

مثلاً بالنسبة لشخص يقرأ، غالباً ما يحدث الوميض بعد الإنتهاء من كل جملة، بينما بالنسبة للشخص الذي يستمع إلى خطاب، فإن الرمش يحدث غالباً ما يحدث عندما يتوقف المتحدث بين العبارات. إضافة إلى ذلك، إذا فرضنا وجود مجموعة من الأشخاص وجميعهم يشاهدون نفس الفيديو، فإنهم يميلون جميعاً إلى الوميض في نفس الوقت أيضاً!

نتيجة لذلك، خمّن الباحثون أننا قد نستخدم الومضات دون وعي كنوع من الراحة الذهنية. ولإختبار هذه الفكرة; قاموا بوضع عشرة متطوعين مختلفين في آلة الرنين المغناطيسي الوظيفي وطلبوا منهم مشاهدة البرنامج الكوميدي لمستر بين “mrbean” وراقب العلماء مناطق الدماغ التي أظهرت نشاطاً متزايداً أو منخفضاً عندما رمشت عيون المتطوعين. أظهرت تحليلاتهم أنه عندما رمشت عيون المتطوعين، إرتفع النشاط العقلي لفترة وجيزة في شبكة من الدماغ، والتي يعبر عنها بمناطق خاصة من الدماغ تعمل عندما يكون العقل في حالة راحة، بدلاً من التركيز على العالم الخارجي. وقد افترض العلماء أن التنشيط اللحظي لهذه الشبكة ممكن أن يكون بمثابة إستراحة ذهنية، مما يسمح بزيادة قدرة الإنتباه عند فتح العينين مرة أخرى.

ويقول أحد العلماء “يمكن لطرفة عين أن توفر جزيرة مؤقتة من الهدوء العقلي في محيط من المحفزات البصرية التي تحدد حياتنا”. فبالتالي نحن نرمش العيون بشكل أساسي لترطيبها وحمايتها من الأتربة وما إلى ذلك. لكن، أحد الاسباب المجهولة هو أن الوتيرة العالية لرمش العيون ضرورية للمرور بشكل مؤقت إلى حالة الإسترخاء الذهني، وتفادي البقاء طوال الوقت في حالة الإنتباه والتركيز التي من شأنها أن ترهق الخلايا العصبية للدماغ.

لماذا لا نشعر بالظلام عندما نرمش؟

ما زال هنالك سؤال آخر، بل لغز جديد. لماذا لا نشعر بالظلام ولا نلمحه عندما ترمش عيوننا ؟

قام فريق دولي من العلماء بما في ذلك علماء جامعة نيويورك، بدراسة منطقة من الدماغ تسمى ” قشرة الفص الجبهي الإنسي” والتي تلعب دوراً هاماً في الذاكرة ذات المدى القصير. ويعتقد العلماء أن هذه المنطقة من الدماغ ذات أهمية في مساعدتنا على تذكر محيطنا أثناء رمش أعيننا. فيعتقد هذا الفريق الدولي أن هذه المنطقة من الدماغ تحتفظ بالمعلومات المرئية لفترة قصيرة من الزمن، ثم تجمعها معاً بشكل سريع لتشكيل صورة مستمرة دون انقطاع. والنتيجة; صورة شبه متواصلة للعالم الخارجي وإنعدام شبه تام للظلام المقترن بالوميض.

  1. Magazine, S. (2012, December 24). Why do we blink so frequently?. Smithsonian. https://www.smithsonianmag.com/science-nature/why-do-we-blink-so-frequently-172334883/
  2. Nakano, T. (2012, November 19). Blink-related momentary activation of the default mode network … – PNAS. The Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS). https://www.pnas.org/doi/10.1073/pnas.1214804110
  3. لماذا ترمش عيوننا ولانشعر بالظلام؟. بوابة الأهرام. (n.d.). https://gate.ahram.org.eg/News/2016250.aspx

مقالات علمية أخرى

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top