أبرز الدراسات على فوائد الصيام

أظهرت الأبحاث أن صيام المسلمين معاً والإفطار الجماعي مع بعضهم البعض خلال شهر رمضان المبارك، لهما آثار إيجابية على التماسك الاجتماعي والرفاهية النفسية. فلقد سلطت العديد من الدراسات الضوء على أهمية الجانب الإجتماعي من صيام رمضان وتحديداً الإفطار، حيث أبلغ المشاركون في الدراسة عن الشعور بالإنتماء والترابط الاجتماعي أثناء وجبات الإفطار والأنشطة الأخرى المتعلقة بشهر رمضان; كالصلاة في المسجد وإحياء ليالي القدر. على سبيل المثال: وجدت دراسة نُشرت في مجلة التنوع العرقي والثقافي في العمل الاجتماعي، أن صيام شهر رمضان ساعد في تعزيز التماسك الإجتماعي والشعور بالإنتماء للمجتمع بين اللاجئين المسلمين في الولايات المتحدة. أفاد المشاركون في الدراسة عن شعورهم بالإنتماء والدعم من إخوانهم المسلمين خلال شهر رمضان، مما ساعد على مواجهة مشاعر العزلة والإنفصال.

وجدت دراسة أخرى، نُشرت في مجلة الصحة النفسية “Health Psychology”، أن وجبات الإفطار الجماعية خلال شهر رمضان كانت مرتبطة بتقليل التوتر وتحسين الحالة النفسية بين المشاركين. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أن المشاركة في الأنشطة المجتمعية خلال شهر رمضان، مثل حضور المسجد للصلاة أو المشاركة في الأنشطة الخيرية، لها آثار إيجابية على الصحة العقلية والرفاهية. إذ توفر هذه الأنشطة فرصاً للتواصل الإجتماعي والدعم النفسي، والتي يمكن أن تكون ذات أهمية خاصة للأفراد الذين قد يشعرون بالعزلة الإجتماعية أو الضعف في التواصل وتكوين العلاقات. أسفرت الدراسات التي أجريت على الجوانب الجسدية للصيام الإسلامي، مثل توقيت ومدة الصيام، عن نتائج مثيرة للإهتمام تتعلق بالصحة الأيضية والنفسية مثل: تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم. أُثبت أن الصيام خلال شهر رمضان يحسن السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى الإنسان سواء كان مصاباً بداء السكري أم لا. ويرجع ذلك جزئياً إلى قصر فترة تناول الطعام، والذي يساعد في تنظيم إفراز الأنسولين وتحسين إمتصاص الخلايا للجلوكوز. وجدت أيضاً بعض الدراسات التي أجريت على نساء مسلمات أصحاء، أن صيام شهر رمضان قد يكون بمثابة آلية تكيفية للحفاظ على وزن الجسد. فلقد رجحت الدراسة الدور الفعال للصيام في زيادة أكسدة الدهون أثناء الصيام لدى النساء الأصحاء. أيضاً، في دراسة أخرى تم تسجيل تغيرات كبيرة في عوامل الدم من ضمنها الإنخفاض الإيجابي في البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) خلال شهر رمضان والذي يُطلق عليه أحياناُ “الكوليسترول الضار” والذي يكوِّن معظم الكوليسترول في الجسم. وإبقاؤه في مستويات منخفضة يجنب الإنسان خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. لذلك وبشكل عام، إن المزيج الفريد للمكونات الروحية والإجتماعية والجسدية للصيام الإسلامي جعله محط إهتمام عالمي لإجراء الأبحاث العلمية والدراسات التي تهدف لإزالة الستار عن أبرز هذه الأسرار العظيمة.