تَاريْخُ الحَضَارَة الفرْعَونِيّة – مُمَيِّزات وخَفايا الحَضارَة المِصريَّة

محتويات
  1. تاريخ الحضارة الفرعونية ونشأتها
  2. مميزات مجتمع الحضارة الفرعونية
  3. معلومات عامة عن الحضارة الفرعونية

1- تاريخ الحضارة الفرعونية ونشأتها

لنتطرق إلى تاريخ الحضارة الفرعونية وبدايتها، إذ كيف نشأت؟ وما أسرارها المخفية بين طيات الكتب؟ بماذا تميز المصريون القدماء؟ ما السر وراء استمرارها لأكثر من ثلاثة آلاف عام؟!

في بداية العصر البرونزي لم يكن البشر يعيشون فقط في بلاد ما بين النهرين، بل كانوا منتتشرين في معظم أنحاء العالم حيث يعيشون كبدو متنقلين أو في قرى صغيرة. بعض القبائل هاجروا إلى شمال أفريقيا في حوالي 5500 قبل الميلاد و قاموا بإنشاء قرى امتدت على طول وادي النيل، وبدقة أكثر: في المناطق المعروفة الآن باسم مصر العليا (صعيد مصر) ومصر السفلى. وفي هاتين المنطقتين نشأت حضارة الفراعنة. تُرى كيف نشأت ولماذا اختاروا تلك المنطقة بالتحديد؟ وكيف كانت الحياة في ظل حكم المملكة الفرعونية؟ لماذا تميزت هذه الحضارة العظيمة بعلومها وقوانينها وحُكًّامها؟ ما الذي جعلها تنفرد بتاريخها عن باقي الحضارات؟

ظهرت الحضارة المصرية القديمة على طول ضفاف نهر النيل في شمال شرق إفريقيا. فعلى طول هذا النهر، ازدهرت القرى الزراعية وتوحدت تحت حكم حاكم واحد في حوالي العام 3100 قبل الميلاد. حيث أن الفرعون نارمر أو الذي يطلق عليه ” مينا”، قام بتوحيد مملكتي الشمال والجنوب، واللتان كانتا تعرفان باسم مصر العليا ومصر السفلى، إلى مملكة واحدة تحت حكمه ليتم إعتباره الفرعون الأول للحضارة الفرعونية. يحيطها البحرمن جهة والصحراء من جهة أخرى، نعم هكذا كانت مصر مما جعلها هدفا صعبا للغزو أو الاحتلال. إن الموقع الاستراتيجي للحضارة المصرية من أهم العوامل لاستقرار الحضارة واستمرارها لأكثر من 3 الاف عام.

يمكن أن نقسم فترة حكم الحضارة الفرعونية إلى ثلاث فترات رئيسية من الازدهار، يطلق عليهم اسم المملكة القديمة، المملكة الوسطى، والمملكة الحديثة. وقد تخللهم فترتين من عدم الاستقرار إذ أن حكم وإدارة الشعب المصري آنذاك كانت عن طريق خلافة حوالي 300 حاكم متعاقبين، غالبا ما يشار إليهم باسم “الفراعنة”. عند المصريين القدماء، كان لقب الفرعون يشير إلى معنى “البيت العظيم”. اللافت للانتباه أنه لم يكن حينها اللقب الرسمي للحاكم أبدا، بل أصبح متداولا حديثا في العصر الحديث نظرا لذكر هذا اللقب في الكتب السماوية!.

2- مميزات مجتمع الحضارة الفرعونية

تميزت الحضارة المصرية بالقدم والأصالة حيث يُتداول أنهم اعتمدوا على سواعدهم وعقولهم ولم ينقلوا عن غيرهم بل نُقل عنهم!. فبالحديث عن القوانين المصرية، يجدر الذكر أنه تم اكتشاف نقش على جدار مقبرة تعود إلى عصر المملكة المصرية القديمة. يلخص النقش الموثَّق مصدر القوانين الأولى للمجتمع المصري حيث أن ترجمة النقش تنص على العبارة التالية: “قانون الأرض هو فم الفرعون”. في مصر القديمة، لم يتم الحفاظ على أي من القوانين المستخدمة أو كتابتها وصولا إلى القرن الرابع قبل الميلاد. فعند نهاية القرن الثالث عشرقبل الميلاد، حكم الفرعون رمسيس الثاني قرابة ثلاثة ملايين شخص باستخدام القانون اللفظي فقط (أي قوانين غير المكتوبة). انتقلت القوانين شفويًا جيلا بعد جيل، حتى تم نسخها وتدوينها خلال عصر المملكة الفرعونية الحديثة.

قال برنارد شو : “مزقوا الكتب جميعاً، لدينا كتاب يغني عن الكل! جمهورية أفلاطون!” لكن عاش أفلاطون 13 عام في مصر، تتلمذ على أيدي المصريين وأقر بفضلهم قائلاً “ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر!”.

وبعيدًا عن الفكرة الشائعة بأن العدالة كانت غائبة عن الحكم في مصر القديمة وأنهم اتسموا بالظلم إذ أنهم فراعنة لا يعرفون العدل، يقول بعض المؤرخين أن العدالة الاجتماعية في الحضارة المرعونية مسكوت عنها في التاريخ! فالمثير للجدل أن سولون اليوناني ذهب الى مصر واعتنق الآمونية، أي: الايمان بالصنم آمون كإله، فقط ليتمكن من دخول المكتبات الموجودة في المعابد لدراسة القانون المصري. ثم عاد إلى أثينا بالقانون المصري فأسماه قانون سولون ونسبه إلى نفسه. لاحقًا جاءت روما وأخذت قانون سولون وأسمته قانون جوستنيان والألواح الإثنى عشر. لم ينته الأمر هنا، فقد لحقتها فرنسا وأخذت القانون منها (من روما) المأخوذ في الأصل من الفراعنة وأسمته قانون نابليون بونابرت. وأخيرًا جاءت مصر وأخذت القانون من فرنسا. فيقول الدكتور محمود السقا، بضاعتنا وقد ردت إلينا!

إن قوانين الحضارة الفرعونية وتحديدا المتعلق منها بالحروب لمن الأمور التي يجدر ذكرها. فمن روائع قوانين المصريين في الحروب آنذاك، أن القانون كان يحتم على الملك أن يكون في مقدمة صفوف الجيش إذا ما أعلن الحرب وقرر خوضها. وذلك حتى لا يتسرع أو يتجرأ على إعلانها إلا إضطرارًا وعالمًا حينها أنه قد يكون أول من يموت. لذا نجد في حروب التحرير من الهكسوس، والهكسوس سلالة أجنبية حكمت أجزاءً من مصر لأكثر من 300 عام “في الفترة ما بين 1838 و1530 قبل الميلاد”، أن مجموعة من الفراعنة الضعاف حكموا مصر في تلك الفترة الزمنية ولم يستطيعوا الحفاظ على النظام. فاستفاد الهكسوس من هذا الضعف في السلطة وسيطروا على شمال مصر، تاركين الفراعنة مسؤولين عن شريط صغير من الأراضي في الجنوب. فنجد أن ملك الأسرة الحاكمة “سقنن رع” في حروب التحرير تلك قد قتل! وتولى من بعده الملك كاموس الذي قتل أيضا فجاء بعده الملك أحمس والذي تم على يديه التحرير.

3- معلومات عامة عن الحضارة الفرعونية

فيما يتعلق بالديانات المعتنقة في الحضارة الفرعونية، فقد عبدوا الأسود والصقور والشمس والبقر وصولا الى الحجارة: كالصنم آمون. على الرغم من كل ذلك، انتهى بهم المطاف إلى الإيمان بفكرة التوحيد أي: الايمان بالله الواحد الأحد.

إأما عندما يأتي الحديث عن نهر النيل، فهو شريان حياة الحضارة الفرعونية. حيث قدم لهم الغذاء والموارد والأراضي الزراعية مما جعله العنصر الأبرز لتوفير مقومات قيام حضارتهم واستمرارها لسنوات. كان يفيض نهر النيل سنويا بطريقة دورية ويمكن التنبؤ بها. من فوائد هذا الفيضان للمصريين أنه يجدد الأراضي الزراعية ويجلب تربة سوداء غنية. إضافة إلى ذلك، قدم النيل الكثير من مواد البناء لقدماء المصريين إلى جانب استخدامه كوسيلة للسفر، فقد كان فعالا في نقل المواد لمشاريع البناء الضخمة مثل الأهرامات المصرية الشهيرة والتماثيل الضخمة.

كما هو الحال مع كل الإمبراطوريات العظيمة، مصر القديمة وصلت إلى نهايتها. تم إحتلالها بالنهاية بعد سلسلة من الغزوات بما في ذلك غزوات الامبراطورية الرومانية والفارسية. لكن هل هذا ليس السبب الوحيد والأساسي لسقوطها. لعل هنالك ما يخفى بين طيات التاريخ، يتطلب الأمر الغوص في الماضي لكشف الحقيقة. ترقبوا ذلك في المقالات القادمة!

مقالات ذات صلة

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top