القائد نيلسون مانديلا: محرر أفريقيا!

محتويات
  1. من هو الزعيم نيلسون مانديلا؟
  2. القائد نيلسون مانديلا: من سجين إلى رمز للسلام
  3. نيلسون مانديلا بعد خروجه من السجن

يعد نيلسون مانديلا شخصية بارزة في الكفاح ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، ويُحتفل به كواحد من أبرز المناضلين والمعارضين لسياسة الفصل العنصري في البلاد. ففي تلك الفترة، فرضت جنوب أفريقيا فصلاً عنصرياً صارماً، ومنعت السود من التصويت والمشاركة السياسية والأدوار الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لحكومة الأقلية البيضاء الإستيلاء على الممتلكات ونقلها قسراً، متسببة في إنتهاكات حقوقية واسعة النطاق وحرمانهم من أراضي أجدادهم وعلاقاتهم العائلية.

من هو الزعيم نيلسون مانديلا؟

نعم، يخلد التاريخ نيلسون مانديلا باعتباره الرجل المخلِّص لأفريقيا من ذاك الفصل العنصري المأساوي. فمن بين رجال قبيلته، حصل على لقب “ماديبا- Madiba” الموقر، وهو اسم مرادف للقوة والوقار. طوال حياته، كان يستمد الإلهام من المهاتما غاندي وغيره من الشخصيات البارزة، حيث وجد في فلسفة غاندي اللاعدوانية وتكتيكاته للمقاومة السلمية، ضوءًا هادياً لنضالاته وانتصاراته.

في قلب دولة ترانسكاي الواقعة في الجنوب الأفريقي، ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو 1918م. خلال الفترة المبكرة من عمره، توفى والده الذي كان يشغل منصب رئيس قبيلة تيمبو، حينها فُرضت عليه عباءة القيادة وبدأت رحلة إعداده ليسير نيلسون الصغير على خطا والده.

في عام 1930م، انطلق مانديلا الشاب في رحلته التعليمية، حيث التحق بمدرسة داخلية لتلقي تعليمه الإبتدائي. قاده سعيه للمعرفة إلى قاعات جامعة فورت هار، حيث بدأ دراسته للحصول على درجة البكالوريوس. تم فصل مانديلا لاحقاً مع صديقه المقرب أوليفر تامبو في عام 1940، وكانت جريمتهما المزعومة هي المشاركة في إضراب طلابي. نعم، فقد اتسم مسار مانديلا التعليمي بالمصاعب لكنه أكمل دراسته في نهاية المطاف بالمراسلة (عن بعد) أثناء إقامته في جوهانسبرغ ليحصل على شهادته الجامعية. وهي علامة بارزة في رحلته والتي سنحت له متابعة الدراسات القانونية في جامعة ويتواتر ساند.

القائد نيلسون مانديلا: من سجين إلى رمز للسلام

تولى مانديلا قيادة القسم العسكري للمجلس الوطني الأفريقي في عام 1961م، فكانت حياته شهادة على التصميم الذي لا يتزعزع في مواجهة الظلم والعنصرية والدعوة إلى المساواة في الحقوق. وكانت النتيجة: إعتقاله في أغسطس 1962م، والحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات حيث واجه مزاعم بالسفر غير القانوني والمشاركة في الإستعدادات للإضراب. وتطورت الأحداث حتى بلغ الأمر ذروته حين أدين بتنظيم هجوم مسلح، وحان اليوم الذي وقف في مانديلا بعبارته الخالدة أمام المحكمة عام 1964م قائلاً “إنني أعتز بالمفهوم المثالي للديمقراطية وحرية المجتمع، حيث يحيا جميع الأشخاص في تناغم وحقوق متساوية، إنها المثالية التي أحلم أن أحيا من أجلها وأطبقها، ولكن إذا ما دعت الحاجة لذلك فإنني مستعد للموت من أجلها أيضا”. آل به الأمر بعدها إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، حيث تمت صياغة إرث مانديلا الدائم خلال فترة سجنه الطويلة. هذه الفترة التي تجاوزت ال 25 عاماً، لعبت دوراً هاماً في شخصيته وتأثيره; إذ ظل خلالها حازماً في سعيه لتحقيق العدالة والمساواة.

وحتى في خِضمّ سجن مانديلا وغيره من زعماء حزب المؤتمر الأفريقي المفرقين ما بين منفي ومسجون، استمر الناشطون من الشباب السود في جنوب أفريقيا في جهودهم المناهضة للفصل العنصري، يتخللهم أطفال المدارس أيضاً! وبرزت الحملة التي دعت إلى إطلاق سراح مانديلا حيث كان اسمه رمزاً قوياً للمقاومة ضد حكومة الأقلية البيضاء. وتوالت الأحداث حتى تمكن مانديلا ذات يوم من كتابة رسالة إلى المجلس الوطني الأفريقي، نُشرت في عام 1980م وجاء فيها: “إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري”. وبسبب نظام الفصل العنصري آنذاك وتداعياته، فُرِض على جنوب أفريقيا عقوبات من قبل المجتمع الدولي. وقد عُرِضت على مانديلا فرصة الإفراج عنه مقابل نبذ العنف، لكنه قابلها بالرفض. فبقي في السجن حتى عام 1990م، حين أثمرت جهود المجلس الوطني الأفريقي والضغوطات الدولية المتزايدة ليتم إطلاق سراحه أخيرًا.

ومن اللافت للنظر أن بعد إطلاق سراحه، إنتهج مانديلا النهج السِّلمي وقدم الدعم حتى لسجَّانيه السابقين، مع تصميم عميق على إخماد نيران العداء والإنقسام المتراكم من أجل هدفه الأسمى: السعي إلى إقامة أمَّة مُوحَّدة ومُسالمة. دخل نيلسون مانديلا التاريخ بإعتباره أول رئيس أسود البشرة لجنوب أفريقيا، الأمر الذي يمثل لحظة محورية في رحلة مناضلة العنصرية. فقال حينها في خطاب تنصيبه “حققنا أخيراً إنعتاقنا السياسي”. وفي شراكة تاريخية، تقاسم نيلسون مانديلا وفريدريك ويليام دي كليرك جائزة نوبل للسلام لعام 1993م لجهودهما لإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

"في عام 1994، عاد نيلسون مانديلا إلى زنزانته في جزيرة روبن، حيث أمضى ثمانية عشر عامًا من أصل سبعة وعشرين عامًا قضاها في السجن في جنوب إفريقيا".

نيلسون مانديلا بعد خروجه من السجن

• أعلن مانديلا نهاية الكفاح المسلح فور إطلاق سراحه.

• تعاون مع رئيس جنوب إفريقيا فريدريك ويليام دي كليرك للتفاوض على إنهاء التمييز العنصري.

• كانت مهمته وغايته الأسمى، كما جاء في كتابه ” رحلتي الطويلة في طريق الحرية “: تحرير الظالمين والمظلومين معاً.

• تبنت جنوب أفريقيا دستوراً جديداً شاملاً بعد تفكيك نظام الفصل العنصري في عهد الزعيم مانديلا.

• في عام 1994م، أصبح مانديلا أول رئيس أسود للبلاد.

• في عام 1999م، اختار التقاعد ولم يسعى لإعادة إنتخابه رئيسًا.

• واصل مانديلا عمله الخيري من خلال منظمات متنوعة مثل: صندوق نيلسون مانديلا للأطفال ومؤسسة مانديلا الخيرية لمكافحة الإيدز.

• في عام 2005م، تم تعيينه كسفير للنوايا الحسنة من قبل الأمم المتحدة.

• في عام 2008م، تم شطب اسمه من لائحة الولايات المتحدة للإرهاب.

نيلسون مانديلا في الأمم المتحدة

مقالات ذات صلة

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top