إختراعات أينشتاين والنظرية النسبية

في عام 1905، حقق أينشتاين اختراقاً ملحوظاً في العلوم إذ بات يُعرف الآن بإسم “عام المعجزات”. وقد كتب أربعة مقالات في مجلة علمية ألمانية غيرت تماماً نظرتنا للكون. تناول المقال الأول الذي نشره نظريته المعروفة بنظرية أينشتاين للضوء، وبالتحديد ظاهرة الإلكترونات الضوئية. وتضمن المقال الثاني الدليل على وجود الذرات. ومع ذلك، المقال الثالث هو إكتشافه الأشهر، وهو نظريته الخاصة للنسبية. أما المقال الرابع والأخير، فقدم فيه الصيغة الأشهر في العالم التي تُظهر كيف أن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء E = mc^(2). 

قبل مائتي عام من مجيء أينشتاين، قدم السير إسحاق نيوتن للعالم فهماً للجاذبية ولكنه لم يشرح كيفية عملها, إذ كيف تسحب الشمسُ الأرضَ؟ 

النظرية النسبية لأينشتاين لم تعترف بوجود الجاذبية، لذا قام بدراستها وتغييرها لمدة عشر سنوات حتى توصل إلى النظرية النسبية العامة. تقول النظرية النسبية العامة لأينشتاين أن شيئاً ثقيلاً مثل الشمس يسبب إنحناءاً أو إنخفاضاً في الفضاء، فيؤثر الإنحناء على الأرض وتدور حول الشمس مثل الكرة التي تدور في وعاء، أو بمعنى آخر: تدور حول الشمس بمدار. كما إقترحت نظريته أيضاً أن الضوء المنبعث من نجوم أخرى سينحني بواسطة جاذبية الشمس. إذا كان هذا صحيحاً، فإن ضوء النجوم الذي يمر بجوار الشمس سينحني حتى نعتقد أن موقع النجم المظهري مختلف عما هو عليه فعلياً! كانت هذه النظرية غير مقبولة في ذلك الوقت ولا يمكن إثباتها إلا خلال الكسوف الشمسي الكامل عندما تحجب القمر الضوء الساطع للشمس. وهذا ما حدث في عام 1919م، حيث سافر الفلكي الإنجليزي السير آرثر إدينغتون إلى ساحل غرب أفريقيا لتصوير الكسوف الشمسي الكامل، وحينها حدث الأمر بالفعل وإنحرف الضوء من قبل الشمس. في النتيجة، تم إثبات صحة نظرية أخرى لأينشتاين كما جرت العادة.

بعد وفاته، أجرى الباحثون دراسات على دماغ أينشتاين وإكتشفوا أن دماغه يفتقر إلى منطقة حدودية معينة تُعرف باسم التلم المخي الجانبي “lateral cerebral sulcus” والتي ربما تكون قد سهلت التواصل بشكل أفضل بين الخلايا العصبية في ذلك الجزء من الدماغ. علاوة على ذلك، يُعتقد أن دماغه يستخدم المزيد من الطاقة بسبب زيادة تركيز الخلايا الدبقية التي تدعم الخلايا العصبية وتحميها. على الرغم من أن دماغ أينشتاين كان له حجم إجمالي طبيعي وشكل غير متماثل، إلا أن القشرة الأمامية الجبهية، الحسية الجسدية، الحركية الأولية، الجدارية، الزمانية ، والقذالية، كانت جميعها إستثنائية! تم الإحتفاظ بدماغه في المركز الطبي بجامعة برينستون. وكنوع من التكريم والتقدير العلمي تم تسمية العنصر ذو العدد الذري 99 باسم أينشتينيوم “Einsteinium” على شرفه، إذ تم إكتشافه بعد وقت قصير من وفاته.