تَاريخ ومُميِّزات الخُيول العَربيَّة

محتويات

تراث وتاريخ الخيول العربية

من رمال الجزيرة العربية إلى ساحات الفروسية العالمية اليوم، تركت الخيول العربية علامة خالدة. في هذا المقال سنكشف عن تراثهم وتاريخهم، ونتعمق في سماتهم البدنية الفريدة بالإضافة إلى تميزهم الجيني والفضل والأثر الكبير لذلك في السلالات الأخرى المهجنة.

يخلد التاريخ الحصان العربي بمواضع شتى أبرزها صوره الظلية المميزة التي تزين الأعمال الفنية في مصر القديمة منذ أكثر من 3500 عام. وعلى الرغم من أن الأصول الدقيقة للحصان العربي قد لا تزال تمثل لغزاً تاريخياً، إلا أن المصادر تشيرإلى الدور المحوري للقبائل البدوية (في الصحاري العربية) في صياغة وتصفية السلالة النقية للحصان العربي الأصيل الذي نميِّزه اليوم. تم إنتاج الخيول التي ازدهرت في المناخ الصحراوي القاسي بفضل فهم البدو الشديد للخيول، وتفانيهم في الرعاية المسؤولة، وإختيارهم الدقيق لأفراد القطيع وتلك المعنية بالتكاثر. أظهرت هذه الخيول ثباتاً من خلال تحمل الحرارة العالية والبرد الشديد مع قلة إمدادات المياه والطعام. تمتعت الخيول بسعة رئوية كبيرة وقدرة قوية على التحمل والتي تعد من السمات الضرورية للتماشي مع أسلوب الحياة البدوي. وحرص العرب على التزاوج الداخلي في سلالة الخيول العربية هذه للحفاظ على سمات وقدرات أفرادها الفريدة.

تقول سوزان ماير صاحبة مركز نائب الرئيس العام لجمعية الخيول العربية، ونائب رئيس نادي الفارس العربي وأحد أمناء الصندوق العربي الأصيل: يمكن ربط معظم أنساب الأحصنة العربية بحصان كان قد خلده التاريخ، مما يضيف جانباً رائعاً لإقتناء وإمتلاك حصان عربي. بصفة عامة، كان الغرض الأساسي من الأحصنة العربية الفريدة هو استخدامها من أجل الحروب. أظهرت هذه الخيول سرعة وقدرة على المناورة، مما جعلها مناسبة تماماً لأحد أبرز السمات المميزة لحرب البدو آنذاك، الغارات المفاجئة!

السمات البدنية للخيول العربية

العمر الطويل هو أحد أهم ما تشتهر به سلالة الخيول العربية الأصيلة، بالإضافة إلى كل من خصوبتها الإستثنائية وحيويتها القوية حتى في سنواتها الأخيرة، مع الحد الأدنى من حالات ولادة مهور ميتة أو مريضة. تبلغ الكثير من الأحصنة العربية عيد ميلادهم الخامس والعشرين مع خسارة قليلة أو معدومة في قوتها وحيوتها.

وبفضل ما تملكه الخيول العربية من قدرة إستثنائية على التحمل، برز الخيل العربي في عالم ألعاب الفروسية. فعلى عكس العديد من سلالات الخيول الأخرى، يمتلك الخيل العربي ميزة فريدة على مضمار السباق: إذ يمكن لهذه الخيول قطع مسافات طويلة دون المعاناة من ارتفاع درجة حرارة الجسم. مما يسمح لها بإنهاء السباق بوقت أقصر وحالة أفضل مقارنة ببقية الخيول المشاركة. تنبع هذه السمة الرائعة من بنيتها العظمية الكثيفة وأوتارها القوية، والتي تعمل في تناغم لدعم أدائها.

عادة ما يصادف الأطباء البيطريون الخيول الكبيرة والبطيئة التي لا تُظهر تحسناً عند علاجها من الأمراض المؤلمة رغم كونها غير خطيرة للغاية. فعلى ما يبدو، إن بعض هذه الخيول تفقد إرادتها في العيش فتستسلم للموت ببساطة. بالمقابل، تُظهر الكثير من الخيول العربية شجاعة ملحوظة وإرادة فريدة عند مواجهة المرض، بل غالباً ما يتعافون بنجاح حتى من الحالات الخطيرة!

التميز في جينات الخيل العربي

لطالما كانت الخيول العربية بالنسبة للبدو بمثابة أفراد عائلاتهم الأعزاء. لقد قاموا بتربية المُهرات جنبًا إلى جنب مع صغارهم، وكثيراً ما كانت تتخذ الأفراس مأوى من خيامهم. بمرور الوقت وتوارث الجينات الأصيلة وتوالد الأجيال جيلاً بعد جيل، أصبحت هذه العادة بمثابة سمة وراثية فريدة للسلالة العربية، مما منحها واحدة من أعز خصائصها. تخلق الخيول العربية روابط عميقة ودائمة مع البشر، وتتميز برغبة كبيرة في تقديم البهجة والبحث عن المودة وتبادلها.

الجدير بالذكر، أن التأثير الوراثي الكبير لسلالة الخيول العربية على باقي السلالات لأمر مؤكد ومتعارف عليه بلا أدنى شك. عندما اكتشف الأوروبيون الخيول العربية لأول مرة، أدركوا بسرعة أن التهجين مع سلالاتهم الأصلية يعود بفوائد وتطورات لا سابق لها. إذ أن التهجين بين السلالتين أنتج ذرية تحسنت بشكل ملحوظ بعدة معايير. فعلى سبيل المثال: كانت هذه الخيول الهجينة تعيش لفترة أطول وتستهلك طعاماً أقل وتتمتع بسرعة أكبر وقدرة على التحمل تفوق القدرة الإعتيادية للسلالة الأوروبية ماقبل التهجين. فوفقاً لما سبق وبما أن أغلبية سلالات الخيول “الخفيفة” الحديثة في يومنا هذا مشتقة من الخيول العربية، فقد كان لهذه السلالة تأثير كبير ودائم عليها. يُشار إلى أي سلالة من الخيول تُستخدم في المقام الأول للركوب أو للأعمال الخفيفة، مثل سحب العربات، باسم “الحصان الخفيف“. وفي معظم أنشطة الفروسية، يعتبر الحصان العربي من سلالات الخيول القوية والخفيفة التي يمكنها التعامل مع أي نوع من الفرسان.

يتميز الحصان العربي بجينات فريدة
  1. .Arabhorse Staff. (n.d.). Arabian horse history. ArabHorse
  2. .Klimek, K. (2023, March 7). A brief history of the Arabian horse. Horse Illustrated Magazine
  3. .Schiettecatte, J., & Zouache, A. (2017, August 1). The horse in Arabia and the Arabian horse: Origins, myths and Realities. OpenEditionJournals
  4. John W. Britton, The Arabian Horse, Davis: University of California, Page 89-90
  5. Light Horse. Encyclopedia.com. (n.d.)

مقالات متنوعة أخرى

أحدث المقالات

قد يعجبك أيضاً

Scroll to Top